جدل حول سر جاذبية أبطاله
نجاح الدراما التركية يثير مخاوف صناع الدراما في مصر
الأربعاء, 8 أكتوبر 2008
تحولت الدراما التركية المعروضة على شاشة mbc إلى مصدر قلق لصناع الدراما في مصر، حيث كشف النقاد والفنانين المصريين عن سر الإقبال الجماهيري الكبير على الدراما التركية، أرجعوه إلى بحث المشاهد العربي عن الجديد، باعتبار أن الدراما التركية تقدم لونا جديدا للمشاهد ووجوها غير الوجوه التي "مل" من تكرارها، وأثار ذلك جدلا واسعا بين النقاد والفنانين حول الغزو التركي للدراما العربية.
وأرجع المخرج "محمد فاضل" انجذاب الناس في مصر والعالم العربي للدراما التركية إلى بحث الجمهور دائما على الشيء الجديد المختلف، كما حدث منذ سنوات عندما انجذب الجمهور أيضا للمسلسل الأجنبي (The Bold and The Beautiful) أو "الجريء والجميلات" وقت أن أذيع، وكان مسلسلا طويلا وصلت عدد حلقاته إلى نحو 300 حلقة.
وأضاف "فاضل" -في تحقيق فني أجراه موقع الإذاعة والتليفزيون المصري- أن الجمهور وجد في المسلسل التركي وجوها جديدة لممثلين مختلفين، بعد أن مل من تكرار الممثلين المصريين في كثير من المسلسلات، بحيث لا يستطيع المشاهد أن يميز بين مسلسل وآخر، مشيرا إلى المناظر الطبيعية المبهرة التي يعرضها المسلسل، بالإضافة إلى أن المسلسل التركي يقدم أحداثا ميلودرامية، يهرب الناس من خلالها من الضغوط التي يتعرضون إليها، فهو هروب نفسي إلى حواديت يضعون فيها كل تفكيرهم وتريحهم ولو قليلا من عذابات الحياة.
وفسر الفنان "حسين فهمي" إقبال الجمهور المصري والعربي على المسلسلات التركية بأنه يرتبط بحب الناس للتغيير والتجديد، وقال "كل ما هو جديد هو لافت للنظر"، مشيرا إلى أن هذه الضجة حدثت من قبل، ليس فقط على مستوى الأعمال الدرامية، وإنما أيضا على مستوى الممثلين، حيث ظهر ممثلون جدد وثارت حولهم ضجة وفجأة اختفوا.
أما المخرج والسيناريست "رأفت الميهي"، فرغم أنه لم يشاهد المسلسلات التركية، إلا أنه أكد أن بها شيئا مختلفا جعلها تحظى بكل هذا الإقبال الجماهيري، وقال إن هذا دليل على أن الناس "زهقوا" من المسلسلات العربية التي تقدم لهم، مؤكدا وجود قصور شديد في المسلسلات المصرية، وقال لم نكن في حاجة لمسلسل تركي حتى نعرف أن لدينا هذا القصور، فلابد من تغيير شكل المسلسلات المصرية كلها، سواء بالنسبة لجماليات الصورة أو طريقة الحكي، مشددا على ضرورة العمل بعين جديدة وثورة ورقابة جديدة وأشياء كثيرة جدا.